كـــــلُّ الـفــتــاوى إذا أفــتــيــتَ تــنــدثــرُ
وكـــــــلُّ أرضٍ إذا قــاتــلـــتَ تـنــتــصــرُ
كـــــلُّ الـفــتــاوى إذا أفـتــيــتَ بــاطــلــةٌ
فـمــن فـتــاواكَ يــأتــي الــعــزُّ والـظـفــر
كـــلُّ الـفـتـاوى، ولـــو أفـتــوكَ، مــارقــةٌ
لا اللهُ يـرضــى بـمــا فــيــه ولا الــســور
كأنـهـا سـفـنٌ فـــي الـرمــلِ قـــد غـرقــتْ
وصـدهــا الـبـحـرُ والـخـلـجـانُ والــجُــزر
فــــلا الـفــتــاوى ولا أصـحـابُـهــا مَــلَـــكٌ
مـن عيـنـهِ الـبـرقُ أو مــن كـفـهِ المـطـر
فـهُــمْ ضـبــابٌ وأنـــتَ الـغـيـثُ مـنـهـمـرٌ
وهُــمْ ظـــلامٌ وأنـــتَ الـشـمـسُ والـقـمـر
إن قـاتــلــوكَ فـــــلا كــانـــتْ سـيـوفُــهــمُ
أو كــفــروكَ فــهُــم واللهِ مــــن كــفـــروا
أو نــاوشـــتـــكَ بــيـــانـــاتٌ مــحــنــطــةٌ
لا روحَ فـيــهــا ولا ســمـــعٌ ولا بـــصـــر
ولـسـت مــن تَسْـقُـطُ الـرايـاتُ مــن يـــدهِ
إن راحَ مــؤتــمــرٌ أو جــــــاءَ مــؤتــمــر
فــفـــي عـمـامـتــكَ الــســـوداءِ عِــزتُــنــا
وفــيــكَ كــــلُّ رجــــالِ الأرضِ تُـخْـتَـصَــر
***
يــا سـيـدَ الأرْزِ قـــل لـــلأرْزِ مـــا فـعـلـتْ
بـنـادقٌ أطعمَتْـهـا «الــرومُ» و«الـتَـتَـر»
وخَــبِّــرِ الأرْزَ عــمَّـــن أهـــــدروا دمـــــهُ
ومــن بــهِ أشـركـوا أو مــن بــهِ كـفــروا
وكـيـفَ بـاعـوا «طرابيـشـاً» «بقُـبـعـةٍ»
وكـيـفَ مــن «كوندلـيـزا» يطـلـعُ القـمـر
وكـيـف أصـبـحَ فـــي «بـاريــسَ» آلـهــةٌ
منها «القضاءُ» ومن واشنطنِ «القدر»
تـحـالــفَ الــكــلُّ واصـطــفَّــتْ ديـوكُــهــمُ
وشَــمَّــرَ الــعـــرَبُ الأقــحـــاحُ والــنَّـــوَر
وحاصـرتـكَ «بـنـو عَـبْـسٍ» بـمـا ملـكـتْ
وأيـدتْ «حِمْيـرٌ» مــا قــررتْ «مُـضَـر»
فـذي سيـوفُ «قُـريـشٍ» ضــدَّكَ اتـحـدتْ
وذي رمـــــاحُ «بــنـــي آذارَ» تـنـهــمــر
فـــلا «الحـكـيـمُ» تـخـلـى عـــن زبـائـنــهِ
ولا عصى «البَيْكُ» يوماً أمرَ مـن أمـروا
بـاعــوا عـنـاويـنَ «بـيــروتٍ» وشُقَّـتـهـا
فــــلا المـكـاتـيـبُ تـأتـيـهـا ولا الــصُـــور
وحرَّضـوا جيـشَ «هُولاكـو» ومـن مـعـهُ
فهو المُخَلِّصُ و«المهدي» الذي انتظروا
وأرســـلـــوا «لـــعــــدو اللهِ» بَـيـعـتــهــمْ
وفـــي سـبـيـلِ عـــدو الله كــــم صَــبــروا
وكـم تباكـوا علـى قبـرِ «الحُسيـنِ» وهُـمْ
عـلـى حـسـاب «يـزيـدٍ» طالـمـا سـكِـروا
ونـاضـلــوا فـــــوقَ أحــضـــانٍ مُـعــطــرةٍ
ونـاضـلــتْ مَـعْـهُــمُ الآهــــاتُ والــسُــرُر
كــأنــهـــمْ أقــســمـــوا أن لا تُـحَــركــهــمْ
إلا «العـيـونُ الـتـي فــي طرفـهـا حَــوَر»
***
يــــا ســيــدَ الأرْزِ.. هــــذا الأرْزُ أغـنـيــةٌ
فــمـــا غــفـــا وتـــــرٌ إلا صــحـــا وتـــــر
وعـبَّــأ الـنـصــرُ مــــن كـفـيــكَ خـمـرتــهُ
لـيـسـكـرَ الــرمــلُ والـشـطــآنُ والــجُــزر
وعــانــقَ الـمــجــدُ حـيـطـانــاً مُـهـشَّـمــة
فـكـادَ مــن تحتـهـا أن «يَـدبُـكَ» الـحَـجـر
فــصــوتُــكَ الأرْزُ والــتــفــاحُ أجــمــعُـــهُ
ووجـهُــكَ الـتـيــنُ والـزيـتــونُ والـمـطــر
وفــــي وعـــــودكَ وعـــــدُ اللهِ مُـرتَــقَــبٌ
وعــنــد بــابــكَ كــــان الـنـصــرُ يـنـتـظـر
وفــــي جُـنـونــكَ عــقــلٌ نسـتـنـيـرُ بـــــهِ
فـكـلُّــنــا مـــعْـــكَ مــجــنــونٌ ومـنـتــحــر
نـعــم عشـقـنـاكَ.. خـبـأنـاكَ فــــي دمــنــا
لأنــــكَ الـطَّـيــشُ والأهــــوالُ والـخــطــر
فـأنــتَ فـــي شـــارعِ الـتـاريـخِ مُنـعَـطَـفٌ
وأنــتَ «مُبـتـدأُ» الـتـاريـخِ و«الـخـبـر»